والمقصود التنبيه على ضعف عقولهم، وقلة محصولهم، وتنفير الناس عن الالتفات إلى قولهم، والاغترار بشبهاتهم فلما تمم هذه الأشياء عاد بعدها إلى ما هو المقصود الأصلي، وهو إقامة الدلائل على تقرير التوحيد فقال :﴿وَهُوَ الذى أَنشَأَ جنات معروشات ﴾.
واعلم أنه قد سبق ذكر هذا الدليل في هذه السورة، وهو قوله :﴿وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون﴾ [ الأنعام : ٩٩ ] فالآية المتقدمة ذكر تعالى فيها خمسة أنواع، وهي : الزرع والنخل، وجنات من أعناب والزيتون والرمان، وفي هذه الآية التي نحن في تفسيرها ذكر هذه الخمسة بأعيانها لكن على خلاف ذلك الترتيب لأنه ذكر العنب، ثم النخل، ثم الزرع، ثم الزيتون ثم الرمان وذكر في الآية المتقدمة ﴿مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ متشابه﴾ وفي هذه الآية ﴿متشابها وَغَيْرَ متشابه﴾


الصفحة التالية
Icon