وقال السمرقندى :
﴿ وَهُوَ الذى أَنشَأَ جنات معروشات ﴾
يعني : خلق البساتين يعني : الكروم وما يعرش وهو الذي يبسط مثل القرع ونحو ذلك ﴿ وَغَيْرَ معروشات ﴾ يعني : كل شجرة قائمة على أصولها ﴿ والنخل والزرع ﴾ يعني : خلق النخل والزرع ﴿ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ﴾ يعني : طعمه مثل الحامض والحلو والمر ﴿ والزيتون والرمان متشابها ﴾ يعني : المنظر ﴿ وَغَيْرَ متشابه ﴾ يعني : في الطعم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ ﴾
مسموكات مرفوعات وغير مرفوعات قال ابن عباس : معروشات ما انبسط على وجه الأرض وأنتثر ممّا يعرش مثل الكرم والقرع والبطيخ وغيرها، وغير معروشات ما كان على ساق مثل النخيل وسائر الأشجار وما كان على نسق، ومثل [ البروج ]، وقال الضحاك : معروشات وغير معروشات الكرم خاصة منها ما عرش ومنها ما لم يعرش.
وروي عن ابن عباس إيضاً أنَّ المعروشات ما عرش الناس، وغير معروشات ما خرج في البراري والجبال من الثمار.
يدلّ عليه قراءة علي ( معروشات وغير معروشات ) بالغين والسين. ( والنخل ) يعني وأنشأ ﴿ والنخل والزرع مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ ﴾ ثمره وطعمه الحامض والمرّ والحلو والجيّد والرديء وارتفع معنى الأكل [ ومختلفاً نعته ] إلاّ أنّه لمّا تقدّم النعت على الاسم وولي منصوباً نصب، كما تقول : عندي طبّاخاً غلام وأنشد :

الشر منتشر لقاك ( من مرض ) والصالحات عليها مغلقاً باب
﴿ والزيتون والرمان مُتَشَابِهاً ﴾ في المنظر ﴿ وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ﴾ في الطعم مثل الرمانتين لونهما واحد وطعمهما مختلف، إحداهما حلوة والأخرى حامضة وقد مرّ القول فيه. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon