وغير المعروشات المبقاة كرومها منبسطة على وجه الأرض وأرفع بقليل، ومن محاسنها أنَّها تزيّن وجه الأرض فيرى الرائي جميعها أخضر.
وقوله :﴿ معروشات وغير معروشات ﴾ صفة : ل ﴿ جنّات ﴾ قصد منها تحسين الموصوف والتّذكيرُ بنعمة الله أن ألْهَم الإنسان إلى جعلها على صفتين، فإنّ ذكر محاسن ما أنشأه الله يزيد في المنّة، كقوله في شأن الأنعام ﴿ ولكم فيها جَمَالٌ حين تريحون وحين تسرحون ﴾ [ النحل : ٦ ].
و﴿ مختلفا أكلهُ ﴾ حال من الزّرع، وهو أقرب المذكورات إلى اسم الحال، ويعلم أنّ النّخل والجنّات كذلك، والمقصود التّذكير بعجيب خلق الله، فيفيد ذكرُ الحال مع أحد الأنواع تذكّر مثله في النوع الآخر، وهذا كقوله تعالى :﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إليها ﴾ [ الجمعة : ١١ ] أي وإليه، وهي حال مقدّرة على ظاهر قول النّحويين لأنَّها مستقبلة عن الإنشاء، وعندي أنّ عامل الحال إذا كان ممّا يحصل مَعناه في أزمنة، وكانت الحال مقارنة لبعض أزمنة عاملها، فهي جديرة بأن تكون مقارنة، كما هنا.
( والأُكْل ) بضمّ الهمزة وسكون الكاف لنافع وابن كثير، وبضمّهما قرأه الباقون، هو الشّيء الّذي يؤكل، أي مختلفا مَا يؤكل منه.
وعُطف :﴿ والزيتون والرمان ﴾ على :﴿ جنّاتتٍ...
والنّخلَ والزّرعَ ﴾.
والمراد شجر الزّيتون وشجر الرمّان.
وتقدّم القول في نظيره عند قوله تعالى :﴿ وهو الذي أنزل من السّماء ماء ﴾ الآية في هذه السّورة ( ٩٩ ).
إلاّ أنَّه قال هناك :﴿ مُشْتَبِها ﴾ [ الأنعام : ٩٩ ] وقال هنا :﴿ متشابها ﴾ وهما بمعنى واحد لأنّ التّشابه حاصل من جانبين فليست صيغة التّفاعل للمبالغة ألا ترى أنَّهما استويا في قوله :﴿ وغير متشابه ﴾ في الآيتين.