وقال السمرقندى :
﴿ وَمِنَ الأنعام حَمُولَةً وَفَرْشًا ﴾
يعني : أنشأ لكم وخلق لكم من الأنعام حمولة وفرشاً أي : مما يحمله عليه من الإبل والبقر وفرشاً مثل الغنم وصغار الإبل.
وقال القتبي : الفرش ما لا يطيق الحمل عليه، وهي ما دون الحفاف التي لا تصلح للركوب.
﴿ كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله ﴾ أي : من الحرث والأنعام حلالاً طيباً ﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان ﴾ يعني : لا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه الشيطان ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ ظاهر العداوة غير ناصح لكم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَمِنَ الأنعام ﴾ يعني أنشأ من الأنعام ﴿ حَمُولَةً ﴾ بمعنى كلّ ما محمّل عليها ويركب مثل كبار الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير، سمّيت بذلك لأنّها تحمل أثقالهم، قال عنترة :
ما دعاني إلا حمولة أهلها | وسط الديار ( تسف ) حب الخمخم |
وقال أهل اللغة : الفعولة بفتح الفاء إذا كانت [ يعني ] الفاعل استوى فيه المذكّر والمؤنّث نحو قولك : رجل فروقة وامرأة فروقة للجبان والخائف، ورجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا، وإذا كانت بمعنى المفعول فرّق بين الذكر والأُنثى بالهاء كالخلويّة والزكويّة ﴿ وَفَرْشاً ﴾ والفرش ما يؤكل ويجلب ولا يحمل عليه مثل الغنم والفصلان والعجاجيل، سمّيت فرشاً للطافة أجسامها وقربها من الفرش. هي الأرض المستوية، وأصل الفرش الخفة واللطافة ومنه فراشة العقل وفراش العظام، والفرش أيضاً نبت ملتصق بالأرض ( تأكله ) الإبل قال الراجز :
كمفشر الناب تلوك الفرشا... والفرش : صغار الأولاد من الأنعام
وقال الراجز :
أورثني حمولة وفرشاً | أمشها في كلّ يوم مشاً |