قوله تعالى ﴿ ثمانية ﴾ اختلف في نصبها فقال الأخفش علي بن سليمان بفعل مضمر تقديره كلوا لحم ثمانية أزواج فحذف الفعل والمضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وقيل نصب على البدل من ما في قوله ﴿ كلو مما رزقكم الله ﴾، وقيل نصبت على الحال، وقيل نصبت على البدل من قوله ﴿ حمولة وفرشاً ﴾، وهذا أصوب الأقوال وأجراها مع معنى الآية، وقال الكسائي نصبها ﴿ أنشأ ﴾ [ الأنعام : ١٤١ ] والزوج الذكر والزوج الأنثى كل واحد منهما زوج صاحبه، وهي أربعة أنواع فتجيء ثمانية أزواج، و﴿ الضأن ﴾ جمع ضائنة وضائن، وقرأ طلحة بن مصرف وعيسى بن عمر والحسن من " الضأن " بفتح الهمزة، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي " ومن المعْز " بسكون العين وهو جمع ماعز وماعزة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " ومن المعَز " بفتح العين فضأن ومعز كراكب وركب وتاجر وتجر وضان ومعز كخادم وخدم ونحوه، وقرأ أبان بن عثمان " من الضأن اثنان " على الابتداء والخبر المقدم، ويقال في جمع ماعز معز ومعز ومعيز وأمعوز وقوله تعالى :﴿ قل آلذكرين ﴾ هذا تقسيم على الكفار حتى يتبين كذبهم على الله أي لا بد أن يكون حرم الذكرين فيلزمكم تحريم الذكور أو الأنثيين فيلزمكم تحريم جميع الإناث، أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين فيلزمكم تحريم الجميع وأنتم لم تلتزموا شيئاً مما يوجبه هذا التقسيم، وفي هذه السؤالات تقرير وتوبيخ ثم اتبع تقريرهم وتوبيخهم بقوله ﴿ نبئوني ﴾ أخبروني ﴿ بعلم ﴾ أي من جهة نبوءة أو كتاب من كتب الله ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ و﴿ إن ﴾ شرط وجوابه في ﴿ نبئوني ﴾، وجاز تقديم جواب هذا الشرط لما كانت ﴿ إن ﴾ لا يظهر لها عمل في الماضي، ولو كانت ظاهرة العمل لما جاز تقدم الجواب. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله :﴿ ثمانية أزواج ﴾ بدل من قوله :﴿ حمولة وفرشا ﴾ والزوج، في اللغة : الواحد الذي يكون معه آخر.