﴿ قُلْ ﴾ تلوينٌ للخطاب وتوجيهٌ له إلى رسول الله ﷺ إثرَ تفصيلِ أنواعِ الأنعامِ التي أنشأها، أي قل تبكيتاً لهم وإظهاراً لانقطاعهم عن الجواب ﴿ آلذكرين ﴾ من ذَيْنك النوعين وهما الكبشُ والتيسُ ﴿ حَرَّمَ ﴾ أي الله عز وجل كما تزعُمون أنه هو المحرّمُ ﴿ أَمِ الأنثيين ﴾ وهما النعجةُ والعنزُ؟ ونُصب الذكرين والأنثيين بحَرَّم وهو مؤخّرٌ عنهما بحسب المعنى وإن توسط بينهما صورةً، وكذا قوله تعالى :﴿ أَمْ مَّا اشتملت عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأنثيين ﴾ أي أم ما حملت إناثُ النوعين حَرَّم ذكراً كان أو أنثى؟ وقوله تعالى :﴿ نَبّئُونِي بِعِلْمٍ ﴾ الخ، تكريرٌ للإلزام وتثنيةٌ للتبكيت والإفحام أي أخبروني بأمر معلومٍ من جهة الله تعالى من الكتاب أو أخبارِ الأنبياءِ يدل على أنه تعالى حرم شيئاً مما ذُكر، أو نبئوني تنبئةً ملتبسةً بعلم صادرةً عنه ﴿ إِن كُنتُمْ صادقين ﴾ أي في دعوى التحريمِ عليه سبحانه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾