وقال السمرقندى :
﴿ قُل لا أَجِدُ فِى مَا أُوْحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا ﴾
يعني : لا أجد فيما أنزل علي من القرآن شيئاً محرماً ﴿ على طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ﴾.
يعني : على آكل ﴿ إِلا أَن يَكُونَ مَيْتَةً ﴾.
قرأ ابن عامر ﴿ إِلا أَن تَكُون مَيْتَةً ﴾ بالتاء على لفظ التأنيث لأن الميتة مؤنث وقرأ ﴿ مَيْتَةً ﴾ بالضم لأنه اسم كان.
وقرأ حمزة وابن كثير ﴿ إِلا أَن تَكُونَ ﴾ بالتاء بلفظ التأنيث ﴿ مَيْتَةً ﴾ بالنصب فجعل الميتة خبراً لكان، والاسم فيه مضمر.
وقرأ الباقون ﴿ إِلا أَن يَكُونَ ﴾ بلفظ التذكير ﴿ الميتة ﴾ بالنصب، وإن جعلوه مذكراً لأنه انصرف إلى المعنى ومعناه إلا أن يكون المأكول ميتة ﴿ أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا ﴾ يعني : سائلاً جارياً ﴿ أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ﴾ أي : حرام ﴿ أَوْ فِسْقًا ﴾ يعني : معصية ﴿ أَهْلُ ﴾ يعني : ذبح ﴿ لِغَيْرِ الله بِهِ ﴾ يعني : لغير اسم الله وقال بعضهم : في الآية تقديم.
ومعناه : إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير أو فسقاً أهل لغير الله به فإنه رجس أي حرام.
يعني : جميع ما ذكر في الآية هو رجس.
ويقال : الرجس هو نعت للحم الخنزير خاصة.
وروى عمر بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء، فبعث الله نبيه وأنزل كتابه، وأحلّ حلاله، وحرّم حرامه فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، وتلا هذه الآية ﴿ قُل لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِىَ إِلَىَّ ﴾ الآية يعني : ما لم يبيّن تحريمه فهو مباح بظاهر هذه الآية.
وروى أبو بكر الهذلي عن الحسن أنه قال : الله لولا حديث سلمة بن المحبق ما لبسنا خفافكم، ولا نعالكم، ولا فراكم، حتى نعلم ما هي.
قال أبو بكر : فذكرت ذلك للزهري، فقال : صدق الحسن ذلك عندي أوسع من هذا.


الصفحة التالية
Icon