وقال السمرقندى :
﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الذين يَشْهَدُونَ أَنَّ الله حَرَّمَ هذا ﴾ عليكم ﴿ فَإِن شَهِدُواْ ﴾ على تحريمه ﴿ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ ﴾ فأخبر الله أنهم لو شهدوا، كانت شهادتهم باطلة، ولا يجوز قبول شهادتهم، لأنهم يقولون بأهوائهم.
ثم قال :﴿ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الذين كَذَّبُواْ بآياتنا ﴾ يعني : بمحمد ﷺ وبالقرآن ﴿ والذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة ﴾ يعني : البعث ﴿ وَهُم بِرَبِهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ يعني يشركون بالله. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ الذين يَشْهَدُونَ أَنَّ الله حَرَّمَ هذا ﴾ أي احضروهم وأتوا بهم فقالوا : نحن نشهد، فقال الله تعالى :﴿ فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ ﴾ إلى قوله ﴿ يَعْدِلُونَ ﴾ يشركون. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ هلم ﴾ معناه هات، وهي حينئذ متعدية، وقد تكون بمعنى أقبل، فهي حينئذ لا تتعدى، وبعض العرب يجعلها اسماً للفعل كرويدك، فيخاطب بها الواحد والجميع والمذكر والمؤنث على حد واحد، وبعض العرب يجعلها فعلاً فيركب عليها الضمائر فيقول هلم يا زيد وهلموا أيها الناس وهلمي يا هند ونحو هذا، وذكر اللغتين أبو علي في الإغفال، وقال أبو عبيدة اللغة الأولى لأهل العالية واللغة الثانية لأهل نجد، وقال سيبويه والخليل : أصلها هالم، وقال بعضهم : أصلها هالمم، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين فجاء هلمم فحذف من قال أصلها هالم وأدغم من قال أصلها هلمم على غير قياس، ومعنى هذه الآية قل هاتوا شهداءكم على تحريم الله ما زعمتهم أنه حرمه، ثم قال الله تعالى لنبيه عليه السلام ﴿ فإن شهدوا ﴾ أي فإن افترى لهم أحداً وزور شهادة أو خبراً عن نبوة ونحو ذلك فتجنب أنت ذلك ولا تشهد معهم.