ولما كان جوابهم عن هذا السكوت لأنه لا علم عندهم، قال دالاً على ذلك :﴿إن﴾ أي ما ﴿تتبعون﴾ أي في قولكم هذا وغالب أموركم ﴿إلا الظن﴾ أي في أصول دينكم وهي لا يحل فيها قول إلا بقاطع ﴿وإن﴾ ي وما ﴿أنتم إلا تخرصون﴾ أي تقولون تارة بالحزر والتخمين وتارة بالكذب المحض اليقين. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٧٣٧ ـ ٧٣٩﴾
فصل
قال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما حكى عن أهل الجاهلية إقدامهم على الحكم في دين الله بغير حجة ولا دليل، حكى عنهم عذرهم في كل ما يقدمون عليه من الكفريات، فيقولون : لو شاء الله منا أن لا نكفر لمنعنا عن هذا الكفر، وحيث لم يمنعنا عنه، ثبت أنه مريد لذلك فإذا أراد الله ذلك منا امتنع منا تركه فكنا معذورين فيه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٨٤﴾
فصل
قال الفخر :
اعلم أن المعتزلة زعموا أن هذه الآية تدل على قولهم في مسألة إرادة الكائنات من سبعة أوجه :
فالوجه الأول : أنه تعالى حكى عن الكفار صريح قول المجبرة وهو قولهم : لو شاء الله منا أن لا نشرك لم نشرك، وإنما حكى عنهم هذا القول في معرض الذم والتقبيح، فوجب كون هذا المذهب مذموماً باطلاً.
والوجه الثاني : أنه تعالى قال :﴿كَذَّبَ﴾ وفيه قراءتان بالتخفيف وبالتثقيل.
أما القراءة بالتخفيف فهي تصريح بأنهم قد كذبوا في ذلك القول، وذلك يدل على أن الذي تقوله المجبرة في هذه المسألة كذب.