القراء أجمعوا على سكون الياء من ﴿صراطي﴾ غير ابن عامر فإنه فتحها وقرأ ابن كثير وابن عامر ﴿سراطي﴾ بالسين وحمزة بين الصاد والزاي والباقون بالصاد صافية وكلها لغات قال صاحب "الكشاف" : قرأ الأعمش ﴿وهذا صراطي﴾ وفي مصحف عبد الله ﴿وهذا صراط رَبُّكُمْ﴾ وفي مصحف أبي ﴿وهذا صراط رَبّكَ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ٣﴾. بتصرف يسير.
فصل
قال الفخر :
إنه تعالى لما بين في الآيتين المتقدمين ما وصى به أجمل في آخره إجمالاً يقتضي دخول ما تقدم فيه، ودخول سائر الشريعة فيه فقال :﴿وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا﴾ فدخل فيه كل ما بينه الرسول ﷺ من دين الإسلام وهو المنهج القويم والصراط المستقيم، فاتبعوا جملته وتفصيله ولا تعدلوا عنه فتقعوا في الضلالات.
وعن ابن مسعود عن النبي ﷺ أنه خط خطاً، ثم قال :" هذا سبيل الرشد ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطاً، ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ؟ " ثم تلا هذه الآية :﴿وَأَنَّ هذا صراطي مُسْتَقِيمًا فاتبعوه﴾ وعن ابن عباس هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب، من عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار.
ثم قال :﴿ذلكم وصاكم بِهِ﴾ أي بالكتاب ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ المعاصي والضلالات. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ٤﴾