قال عاصم الأحْول : فحدّثت به الحسن فقال : قد نصحك والله وصدقك.
وقد مضى في "آل عمران" معنى قوله عليه السلام :" تفرّقت بنو إسرائيل على ثنتين وسبعين فرقة وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين " الحديث.
وقد قال بعض العلماء العارفين : هذه الفرقة التي زادت في فرق أمة محمد ﷺ هم قوم يعادون العلماء ويبغضون الفقهاء، ولم يكن ذلك قطُّ في الأمم السالفة.
وقد " روى رافع بن خَديج أنه سمع رسول الله ﷺ يقول :"يكون في أمتي قوم يكفرون بالله وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى".
قال فقلت : جُعلت فداك يا رسول اللها كيف ذاك؟ قال :"يُقرُّون ببعض ويكفرون ببعض".
قال قلت : جُعلت فداك يا رسول اللها وكيف يقولون؟ قال :"يجعلون إبليس عدلاً لله في خلقه وقوته ورزقه ويقولون الخير من الله والشر من إبليس".
قال : فيكفرون بالله ثم يقرءون على ذلك كتاب الله، فيكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة؟ قال :"فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال أولئك زنادقة هذه الأمة" " وذكر الحديث.
ومضى في "النساء" وهذه السورة النّهْيُ عن مجالسة أهل البدع والأهواء، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال :﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الذين يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا ﴾ [ الأنعام : ٦٨ ] الآية.
ثم بين في سورة "النساء" وهي مدنية عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال :﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكتاب ﴾ الآية.
فألحق من جالسهم بهم.
وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة وحكم بموجب هذه الآيات في مُجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم أحمد بن حنبل والأوزاعي وابن المبارك فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع قالوا : يُنْهى عن مجالستهم، فإن انتهى وإلا أُلِحق بهم، يعنون في الحكم.