وقد حمل عمر بن عبد العزيز الحدّ على مُجالِس شَرَبة الخمر، وتلا ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ﴾ [ النساء : ١٤٠ ].
قيل له : فإنه يقول إني أجالسهم لأباينهم وأرد عليهم.
قال يُنْهى عن مجالستهم، فإن لم ينته أُلحِقْ بهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله عز وجل ﴿ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ﴾
يعني وأن هذا الذي وصيتكم به وأمرتكم به في هاتين الآيتين هو صراطي وديني الذي ارتضيته لعبادي مستقيماً يعني قويماً لا اعوجاج فيه فاتبعوه ويعني فاعملوا به.
وقيل : إن الله تعالى لما بين في الآيتين المتقدمين ما وصى به مفصلاً أجمله في هذه الآية إجمالاً يقتضي دخول جميع ما تقدم ذكره فيه ويدخل فيه أيضاً جميع أحكام الشريعة وكل ما بينه رسول الله ﷺ من دين الإسلام هو المنهج القويم والصراط المستقيم والدين الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين وأمرهم باتباع جملته وتفصيله ﴿ ولا تتبعوا السبل ﴾ يعني الطرق المختلفة والأهواء المضلة والبدع الرديئة وقيل السبل المختلفة مثل : اليهود والنصرانية وسائر الملل والأديان المخالفة لدين الإسلام ﴿ فتفرق بكم عن سبيله ﴾ يعني فتميل بكم هذه الطرق المختلفة المضلة عن دينه وطريقه الذي ارتضاه لعباده، روى البغوي بسنده عن ابن مسعود قال : خط لنا رسول الله ﷺ خطاً ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه وقرأ وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل الآية ﴿ ذلكم وصاكم به ﴾ يعني باتباع دينه وصراطه الذي لا اعوجاج فيه ﴿ لعلكم تتقون ﴾ يعني الطرق المختلفة والسبل المضلة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ﴾
قرأ الأخوان ﴿ وإن هذا ﴾ بكسر الهمزة وتشديد النون على الاستئناف، ﴿ فاتبعوه ﴾ جملة معطوفة على الجملة المستأنفة.


الصفحة التالية
Icon