وقال القاسمى :
﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ﴾ يقرأ بفتح همزة ( أن ) والتشديد. ومحلها مع ما في حيزها بحذف لام العلة. أي : ولأن هذا الذي وصيتكم به. من الأمر والنهي طريقي وديني الذي ارتضيته لعبادي قويماً لا اعوجاج فيه، فاعلموا به. وجوز أن يكون محلها مع ما في حيزها النصب على ( ما حرم ) أي : وأتلو عليكم أن هذا صراطي. وقُرئ بكسر الهمزة على الاستئناف ﴿ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾ يعني الأديان المختلفة أو طرق البدع الضلالات :﴿ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ أي : فتفرقكم عن صراطه المستقيم وهو دين الإسلام الذي ارتضاه لعباده. روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خطّ لنا رسول الله ﷺ خطّاً ثم قال : هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال : هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. ثم قرأ :﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً ﴾ الآية. ورواه الحاكم وصححه.
لطائف :
قال الكيا الهراسي : في الآية دليل على منع النظر والرأي، مع وجود النص.
قال ابن كثير : إنما وحد ( سبيله ) لأن الحق واحد ولهذا جمع ( السبل ) لتفرقها وتشعبها. كما قال تعالى :﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَات ﴾ [ البقرة ٢٥٧ ].