والثاني : التجارة فيه، قاله سعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، والسدي.
والثالث : أنه حفظه له إلى وقت تسليمه إليه، قاله ابن السائب.
والرابع : أنه حفظه عليه، وتثميره له، قاله الزجاج.
قال : و"حتى" محمولة على المعنى ؛ فالمعنى : احفظوه عليه حتى يبلغ أشده، فإذا بلغ أشده، فادفعوه إليه.
فأما الأشُدُّ : فهو استحكام قوة الشباب والسنِّ.
قال ابن قتيبة : ومعنى الآية : حتى يتناهى في النبات إلى حدِّ الرجال.
يقال : بلغ أشده.
إذا انتهى منتهاه قبل أن يأخذ في النقصان.
وقال أبو عبيدة : الأَشُدُّ : لا واحد له منه ؛ فإن أُكرهوا على ذلك، قالوا : شَدَّ، بمنزلة : ضَبَّ ؛ والجمع : أَضُبُّ.
قال ابن الأنباري : وقال جماعة من البصريين : واحد الأشُدِّ شُدٌ بضم الشين.
وقال بعض البصريين : واحد الأشُدِّ : شِدّةٌ، كقولهم : نِعمة، وأنْعُم.
وقال بعض أهل اللغة : الأشُدُّ : اسم لا واحد له.
وللمفسرين في الأشُد ثمانية أقوال.
أحدها : أنه ثلاث وثلاثون سنة، رواه ابن جبير عن ابن عباس.
والثاني : ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثالث : أربعون سنة، روي عن عائشة عليها السلام.
والرابع : ثماني عشرة سنة، قاله سعيد بن جبير، ومقاتل.
والخامس : خمس وعشرون سنة، قاله عكرمة.
والسادس : أربع وثلاثون سنة، قاله سفيان الثوري.
والسابع : ثلاثون سنة، قاله السدي.
وقال : ثم جاء بعد هذه الآية :﴿ حتى إذا بلغوا النكاح ﴾ [ النساء : ٦ ] فكأنه يشير إلى النسخ.
والثامن : بلوغ الحلم، قاله زيد بن أسلم، والشعبي، ويحيى بن يعمر، وربيعة، ومالك بن أنس، وهو الصحيح.


الصفحة التالية
Icon