" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :" أن تَقُولُوا " فيه وجهان :
أحدهما : أنه مَفْعُول من أجله.
قول أبو حيَّان :" والعَامِلُ فيه " أنْزَلْنَاهُ " مقدّراً، مَدْلُولاً عليه بنَفْس " أنْزَلْنَاهُ " المَلْفُوظِ به، تقديرُه : أنْزَلْنَاه أن تقولوا ".
قال :" ولا جائز أن يعمل فيه " أنْزَلْنَاهُ " الملفوظ به ؛ لئلا يلزم الفصل بين العَامِل ومَعْمُولهِ بأجْنَبِيِّ، وذلك أنَّ مُباركٌ " : إمَّا صِفَةٌ، وإما خبرٌ، وهو أجنبيُّ بكل من التقديرين " وهذا الذي منَعَه هو ظَاهِرُ قول الكسائِّي، والفرَّاء.
والثاني : أنَّها مَفْعُول به، والعاملُ فيه :" واتَّقُوا " أي : واتَّقُوا قولكم كَيْتَ وكَيْتَ، وقوله :" لَعَلُّكم تُرْحَمُون " معترضٌ جار مُجْرى التَّعْلِيل، وعلى كَوْنِه مَفْعُولاً من أجْلِه، يكون تقديره عند البصريِّين على حَذْفِ مُضَافٍ، تقديرُه : كراهة أن تَقُولُوا، وعند الكوفيِّين يكون تقديره :" ألاَّ يَقُولُوا ".
قال الكسائيُّ : والفرَّاء : والتقدير : أنزَلْنَاهُ لئلا تَقُولُوا، ثم حذف الجارِّ، وحَرْف النَّهْي، كقوله - تبارك وتعالى - :﴿ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ﴾ [ النساء : ١٧٦ ] وكقوله :﴿ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ﴾ [ النحل : ١٥ ] أي : ألاَّ تَمِيد بِكُم، وهذا مُطَّرِد عنْدَهُم في هذا النَّحْو، وقد تقدَّم ذلك مراراً.


الصفحة التالية
Icon