وقال السمرقندى :
﴿ أَوْ تَقُولُواْ ﴾ يعني : لكي لا تقولوا ﴿ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الكتاب لَكُنَّا أهدى مِنْهُمْ ﴾ يعني : أصوب ديناً منهم ﴿ فَقَدْ جَاءكُمْ بَيّنَةٌ مّن رَّبّكُمْ ﴾ يعني : حجة من ربكم وهو محمد عليه السلام والقرآن.
وإنما قال :﴿ جَاءكُمْ ﴾ ولم يقل : جاءتكم لأنه انصرف إلى المعنى يعني : البيان، ولأن الفعل مقدم.
﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ﴾ بمعنى : هدى من الضلالة ورحمة من العذاب.
ويقال : قد جاءكم ما فيه من البيان وقطع الشبهات عنكم.
ثم قال :﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بآيات الله ﴾ يعني : لا أحد أظلم وأشد في كفره ممن كذب بآيات الله تعالى ﴿ وَصَدَفَ عَنْهَا ﴾ يعني : أعرض عن الإيمان بها.
﴿ سَنَجْزِى الذين يَصْدِفُونَ ﴾ يعني : يعرضون ﴿ عَنْ آياتنا سُوء العذاب بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ ﴾ أي : شدة العذاب بما كانوا يعرضون عن الآيات. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ أو تقولوا ﴾ جملة معطوفة على الجملة الأولى، وهي في غرضها من الاحتجاج على الكفار وقطع تعلقهم في الآخرة بأن الكتب لما انزلت على غيرهم وأنهم غافلون عن الدراسة والنظر في الشرع وأنهم لو نزل عليهم كتاب لكانوا أسرع إلى الهدى من الناس كلهم، فقيل لهم : قد جائكم بيان من الله وهدى ورحمة، ولما تقرر أن البينة قد جاءت والحجة قد قامت حسن بعد ذلك أن يقع التقرير بقوله ﴿ فمن أظلم ممن كذب ﴾ بهذه الآيات البينات، ﴿ وصدف ﴾ معناه حاد وراغ وأعرض، وقرأ يحيى بن وثاب وابن أبي عبلة " كذَب " بتخفيف الذال، والجمهور " كذّب " بتشديد الذال، و﴿ سنجزي الذين ﴾ وعيد، وقرأت فرقة " يصدِفون " بكسر الدال وقرأت فرقة " يصدُفون " بضم الدال. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :


الصفحة التالية
Icon