ففي الحديث " أن توبة العبد تقبل مالم يغرغر "، وهذا إجماع لأن من غرغر وعاين فهو في عداد الموتى، وكون المرء في هذه الحالة من آيات الله تعالى، وهذا على من يرى الملائكة المتصرفين في قيام الساعة.
قال القاضي أبو محمد : فمقصد هذه الآية تهديد الكافرين بأحوال لا يخلون منها كأنه قال : هل ينظرون مع إقامتهم على الكفر إلا الموت الذي لهم بعده أشد العذاب، والأخذات المعهودة لله عز وجل، أو الآيات التي ترفع التوبة وتعلم بقرب القيامة.
قال القاضي أبو محمد : ويصح أن يريد بقوله :﴿ أو يأتي بعض آيات ربك ﴾ جميع ما يقطع بوقوعه من أشراط الساعة ثم خصص بعد ذلك بقوله :﴿ يوم يأتي بعض آيات ربك ﴾ الآية التي ترفع التوبة معها، وقد بينت الأحاديث أنها طلوع الشمس من مغربها، وقرأ زهير الفرقبي " يومُ يأتي " بالرفع وهو على الابتداء والخبر في الجملة التي هي " لا ينفع " إلى آخر الآية، والعائد من الجملة محذوف لطول الكلام وقرأ ابن سيرين وعبد الله بن عمرو وأبو العالية " لا تنفع " بتاء، وأنث الإيمان بما أضيف إلى مؤنث.
أو لما نزل منزلة التوبة، وقال جمهور أهل التأويل كما تقدم الآية التي لا تنفع التوبة من الشرك أو من المعاصي بعدها، هي طلوع الشمس عن المغرب.
وروي عن ابن مسعود أنها إحدى ثلاث، إما طلوع الشمس من مغربها، وإما خروج الدابة، وإما خروج يأجوج ومأجوج.
قال أبو محمد : وهذا فيه نظر لأن الأحاديث ترده وتخصص الشمس.