وروي في هذا الحديث أن الشمس تجري كل يوم حتى تسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها في طلوع المشرق، وحتى إذا أراد الله عز وجل سد باب التوبة أمرها بالطلوع من مغربها، قال ابن مسعود وغيره عن النبي ﷺ، فتطلع هي والقمر كالبعيرين القرينين، ويقوي النظر أيضاً أن الغرغرة هي الآية التي ترفع معها التوبة، وقوله ﴿ أو كسبت في إيمانها خيراً ﴾ يريد جميع أعمال البر فرضها ونفلها، وهذا الفصل هو للعصاة المؤمنين كما قوله ﴿ لم تكن آمنت من قبل ﴾ هو للكفار، والآية المشار إليها تقطع توبة الصنفين، وقرأ أبو هريرة " أو كسبت في إيمانها صالحاً " وقوله تعالى :﴿ قل انتظروا ﴾ الآية تتضمن الوعيد أي فسترون من يحق كلامه ويتضح ما أخبر به. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ هل ينظرون ﴾ أي : ينتظرون ﴿ إلا أن تأتيَهم الملائكة ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر :"تأتيهم" بالتاء.
وقرأ حمزة، والكسائي :"يأتيهم" بالياء.
وهذا الإتيان لقبض أرواحهم.
وقال مقاتل : المراد بالملائكة : ملك الموت وحده.
قوله تعالى :﴿ أو يأتيَ ربُّكَ ﴾ قال الحسن : أو يأتي أمْرُ ربك.
وقال الزجاج : أو يأتيَ إهلاكه وانتقامه إمِّا بعذاب عاجل أو بالقيامة.
قوله تعالى :﴿ أو يأتيَ بعض آيات ربك ﴾ وروى عبد الوارث إلا القزاز : بتسكين ياء ﴿ أو يأتي ﴾، وفتحها الباقون.
وفي هذه الآية أربعة أقوال.
أحدها : أنه طلوع الشمس من مغربها، رواه أبو سعيد الخدري عن النبي ﷺ، وبه قال ابن مسعود.
وفي رواية زرارة بن أوفى عنه، وعبد الله ابن عمرو، ومجاهد، وقتادة، والسدي.


الصفحة التالية
Icon