قال النحاس : لم يُجِزه أحد من النحويين إلاَّ يونس، وإنما أجازه لأن قبله ألفاً، والألف المدّة التي فيها تقوم مقام الحركة.
وأجاز يونس اضربان زيداً، وإنما منع النحويون هذا لأنه جمع بين ساكنين وليس في الثاني إدغام، ومن قرأ بقراءة أهل المدينة وأراد أن يَسْلَم من اللحن وقف على "محياي" فيكون غير لاحِنٍ عند جميع النحويين.
وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى ابن عمر وعاصم الجَحْدرِيّ "وَمَحْييّ" بتشديد الياء الثانية من غير ألف، وهي لغة عُلْيَا مُضَر يقولون : قَفَيّ وَعَصَيّ.
وأنشد أهل اللغة :
سَبَقوا هَويّ وأعْنَقُوا لهواهم...
وقد تقدّم.
فائدة :
قال الكيا الطبريّ : قوله تعالى :﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي ربي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ إلى قوله ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ العالمين ﴾ استدل به الشافعيّ على افتتاح الصَّلاة بهذا الذكر ؛ فإن الله أمر نبيه ﷺ وأنزله في كتابه، ثم ذكر حديث عليّ رضي الله عنه :" أنّ النبيّ ﷺ كان إذا افتتح الصَّلاة قال :"وَجّهتُ وَجْهِيَ للذي فَطَر السموات والأرض حَنِيفاً وما أنا من المشركين.
إنّ صلاتي ونُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ ربِّ العالمين إلى قوله وأنا من المسلمين" ".
قلت : روى مسلم في صحيحه عن عليّ بن أبي طالب " عن رسول الله ﷺ أنّه كان إذا قام إلى الصَّلاة قال :"وجهت وجهِي للذي فطر السموات والأرض حنِيفاً وما أنا من المشركين.
إن صلاتِي ونُسُكِي ومحياي ومماتِي لِلَّهِ ربِّ العالمِين لا شريك له وبِذلِك أُمِرت وأنا أوّل المسلِمِين.


الصفحة التالية
Icon