وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
تفسير سورة الأعراف
مكية وآياتها ٢٠٦ آية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة الأعراف وهي مكية
١ - قوله جل وعز المص (آية ١) قال أبو جعفر قد بينا معنى فواتح السور في أول سورة البقرة فمن قال معنى آلم أنا الله أعلم قال معنى المص أنا الله أفصل وهذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير ٢ - وقوله جل وعز كتاب أنزل إليك المعنى هذا كتاب أنزل إليك ٣ - ثم قال جل وعز فلا يكن في صدرك حرج منه قال مجاهد وقتادة الحرج الشك
والمعنى على هذا القول فلا تشكوا فيه لأن الخطاب للنبي ﷺ خطاب لأمته والحرج في اللغة الضيق فيجوز أن يكون سمي ضيق لأن الشاك لا يعرف حقيقة الشئ فصدره يضيق به ويجوز أن يكون المعنى فلا يكن في صدرك ضيق من أن
تبلغه لأنه روي عن النبي ﷺ أنه قال إني أخاف أن يثلغوا رأسي وفي الكلام تقديم وتأخير المعنى كتاب أنزل إليك لتنذر به وذكرى للمؤمنين فلا يكن في صدرك حرج منه ٤ - وقوله عز وجل اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم (آية ٣) قيل هو القرآن والسنة لقوله جل وعز وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ٥ - ثم قال جل وعز ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون (آية ٣) أي لا تتخذوا من عدل عن دين الحق وليا وكل من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه وروي عن مالك بن دينار رحمه الله أنه قرأ ولا تبتغوا من دونه أولياء أي لا تطلبوا ٦ - وقوله جل وعز وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون (آية ٤) المعنى فجاءهم العذاب على غفلة بالليل وهم نائمون أو نصف النهار وهم قائلون ومعنى أو ههنا التصرف مرة كذا ومرة كذا وهي بمنزلة أو التي تكون للإباحة في الأمر
٧ - وقوله جل وعز فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا


الصفحة التالية
Icon