(آية ٥) الدعوى ههنا بمنزلة الدعاء والدعوى تكون بمنزلة الإدعاء وتكون بمنزلة الدعاء وأجاز النحويون اللهم أشركنا في صالح دعوى من دعاك والمعنى إنهم لم يحصلوا عند الهلاك إلا على الإقرار بأنهم كانوا ظالمين ٨ - وقوله جل وعز فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين (آية ٦) وهذا سؤال توبيخ وتقرير فأما قوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فمعناه أنه لا يسأل سؤال استعلام والله أعلم
٩ - وقوله جل وعز والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (آية ٨) قال عبيد بن عمير يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة قال عمرو بن دينار إن الميزان له كفتان ١٠ - وقوله جل وعز ولقد مكناكم في الأرض (آية ١٠) أي ملكناكم وجعلنا لكم فيها معايش أي ما تعيشون به ويجوز أن يكون المعنى ما تتوصلون به إلى المعيشة
١١ - وقوله جل وعز ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (آية ١١) في هذه الآية أقوال قال الأخفش وهو أحد قول قطرب ثم ههنا بمعنى الواو وهذا القول خطأ على مذهب أهل النظر من النحويين ولا يجوز أن تكون ثم بمعنى الواو لاختلاف معنييهما وقيل ثم للإخبار وقيل ولقد خلقناكم يعني في ظهر آدم ﷺ ثم صورناكم أي في الأرحام هذا صحيح عن ابن عباس ولقد خلقناكم يعني ابن آدم وقد علم جل وعز أنه يخلق ذريته فهو بمنزلة ما خلق
وقال مجاهد رواه عنه ابن جريج وابن أبي نجيح معنى ولقد خلقناكم ثم صورناكم في ظهر آدم قال أبو جعفر وهذا أحسن الأقوال يذهب مجاهد إلى أنه خلقهم في ظهر آدم ثم صورهم حين أخذ عليهم الميثاق ثم كان السجود لآدم بعد ويقوي هذا وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم والحديث أنه أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم الميثاق قال الزجاج المعنى خلقنا آدم من تراب ثم صورناه قال
ويدل عليه خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فالتقدير خلقنا أصلكم


الصفحة التالية
Icon