وقال السمرقندى :
ثم أخبر عن حال يوم القيامة فقال :﴿ فَلَنَسْئَلَنَّ الذين أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ﴾ يعني : الأمم لنسألنهم هل بلغكم الرسل ما أرسلوا به إليكم وماذا أجبتم الرسل؟ ﴿ فَلَنَسْئَلَنَّ الذين ﴾ عن تبليغ الرسالة.
وهذا كقوله عز وجل :﴿ لِّيَسْأَلَ الصادقين عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ للكافرين عَذَاباً أَلِيماً ﴾ [ الأحزاب : ٨ ]. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْْأَلَنَّ الْمُرسَلِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لنسألن الذين أرسل إليهم عن قبول الرسالة والقيام بشروطها، ولنسألن المرسلين عن أداء الرسالة والأمانة فيها.
والثاني : لنسألن الذين أرسل إليهم عن حفظ حرمان الرسل، ولنسألن المرسلين عن الشفقة على الأمم. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ فلنسئلن الذين أرسل إليهم ﴾ الآية
وعيد من الله عز وجل لجميع العالم، أخبر أنه يسأل الأمم أجمع عما بلغ إليهم عنه وعن جميع أعمالهم ويسأل النبيين عما بلغوا.
قال القاضي أبو محمد : وقد نفي السؤال في آيات وذلك هو سؤال الاستفهام الحقيقي وقد أثبت في آيات كهذه الآية وهذا هو سؤال التقرير، فإن الله قد أحاط علماً بكل ذلك قبل السؤال فأما الأنبياء والمؤمنون فيعقبهم جوابهم رحمة وكرامة، وأما الكفار ومن نفذ عليه الوعيد من العصاة فيعقبهم جوابهم عذاباً وتوبيخاً، فمن أنكر منهم قص عليه بعلم، وقرأ ابن مسعود ابن عباس " فلنسألن الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا ولنسألن المرسلين ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ فلنسألنَّ الذين أُرسل إليهم ﴾ يعني : الأمم يُسأَلون : هل بلَّغكم الرُّسُلُ، وماذا أجبتم؟ ويسأل الرسل : هل بَلَّغتم، وماذا أُجبتم؟. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :


الصفحة التالية
Icon