وقال الآلوسى :
﴿ فَلَنَسْئَلَنَّ الذين أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ﴾
بيان كما قال الطبرسي لعذابهم الأخروي إثر بيان عذابهم الدنيوي خلا أنه تعرض كما قيل لبيان مبادي أحوال المكلفين جميعاً لكونه أدخل في التهويل.
والفاء عند البعض لترتيب الأحوال الأخروية على الدنيوية ذكراً حسب ترتبها عليها وجوداً.
وذكر العلامة الطيبي أن الفاء فصيحة على معني فما كان دعواهم في الدنيا إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا فقطعنا دابرهم ثم لنحشرنهم فلنسألنهم، ووضع على هذا الظاهر موضع الضمير لمزيد التقرير.
وقال في "الكشف" : لعل الأوجه أن يجعل هذا متعلقاً بقوله تعالى :﴿ اتبعوا وَلاَ تَتَّبِعُواْ ﴾ [ الأعراف : ٣ ] ويجعل قوله سبحانه :﴿ وَكَم مّن قَرْيَةٍ ﴾ [ الأعراف : ٤ ] الخ معترضاً حثا على الاعتبار بحال السابقين ليتشمروا في الاتباع اه.
والأمر عند من جعل الكلام السابق على التقديم والتأخير وادعى أن مجيء البأس في الآخرة سهل كما لا يخفى، أي لنسألن الأمم قاطبة أو هؤلاء قائلين ماذا أجبتم المرسلين؟.


الصفحة التالية
Icon