وقال السمرقندى :
﴿ وَلَقَدْ مكناكم فِى الأرض ﴾
أي مكناكم في الأرض وعمرناكم، فذكر لهم التهديد، ثم ذكر لهم النعم ليستحيوا من ربهم ولا يعصوه ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا معايش ﴾ يعني : الرزق وهو ما يخرج من الأرض من الكروم والثمار والحبوب.
وروى خارجة عن نافع أنه قرأ معائش بالهمز لأنه على ميزان فعائل مثل الكبائر والصغائر.
وقرأ الباقون بغير همز، لأنّ الياء أصلية وكان على ميزان مفاعل.
ثم قال :﴿ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ يعني : إنكم لا تشكرون هذه النعمة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرض ﴾ ملّكناكم في الأرض ووطّأنا لكم وجعلنّاها لكم قراراً ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ﴾ يعيشون بها أيام حياتكم من المأكل والمشرب والمعايش جمع المعيشة الياء من الأصل فلذلك لا تهمز ﴿ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ فيما صنعت إليكم. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ ﴾
فيه وجهان :
أحدهما : سهلنا عليكم التصرف فيها حتى وصلتم إلى مرادكم منها.
والثاني : ملكناكم إياها حتى صرتم أحق بها.
﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ما تعيشون به من نبات وحيوان.
والثاني : ما تتوصلون به إلى معايشكم فيها من زراعة أو عمل. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾