وقوله :﴿لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾ اللام فيه لام القسم، وجوابه قوله :﴿لأَمْلأَنَّ﴾ قال صاحب "الكشاف" روى عصمة عن عاصم :﴿لَّمَن تَبِعَكَ﴾ بكسر اللام بمعنى ﴿لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾ هذا الوعيد وهو قوله :﴿لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ وقيل : إن لأملأن في محل الابتداء ﴿لَّمَن تَبِعَكَ﴾ خبره قال أبو بكر الأنباري الكناية في قوله :﴿لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ﴾ عائد على ولد آدم لأنه حين قال :﴿وَلَقَدْ خلقناكم﴾ [ الأعراف : ١١ ] كان مخاطباً لولد آدم فرجعت الكناية إليهم.
قال القاضي : دلت هذه الآية على أن التابع والمتبوع معنيان في أن جهنم تملأ منهما ثم إن الكافر تبعه، فكذلك الفاسق تبعه فيجب القطع بدخول الفاسق النار، وجوابه أن المذكور في الآية أنه تعالى يملأ جهنم ممن تبعه، وليس في الآية أن كل من تبعه فإنه يدخل جهنم فسقط هذا الاستدلال، ونقول هذه الآية تدل على أن جميع أصحاب البدع والضلالات يدخلون جهنم لأن كلهم متابعون لإبليس والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ٣٧﴾


الصفحة التالية
Icon