وقال السمرقندى :
قوله :﴿ وَقَاسَمَهُمَا ﴾ أي حلف لهما ﴿ إِنّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين ﴾ بأنها شجرة الخلد من أكل منها لم يمت.
وكان آدم لم يعلم أن أحداً يحلف بالله كاذباً. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَقَاسَمَهُمَآ ﴾ أي أقسم وحلف لهما، وقاسم من المفاعلة أي يختصّ الواحد مثل المعافاة المعاقبة والمناولة.
قال خالد بن زهير :

وقاسمهما بالله جهداً لأنتم ألذ من السلوى إذا ما نشورها
قال قتادة : حلف لهما بالله عزّ وجلّ حتّى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله فقال : إني خُلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما، وكان بعض أهل العلم يقول : من خادعنا بالله خدعنا.
وقال رسول الله ﷺ :" المؤمن غر كريم، والفاجر خبُّ لئيم ".
[ وحدّثنا ] أبو القاسم الحبيبي في بعضها. قال : أنشدنا أبو الحسن المظفّر بن محمد بن غالب قال : أنشدنا نفطويه :
إن الكريم إذا تشاء خدعته وترى اللئيم مجرباً لا يخدع. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ أي حلف لهما على صدقه في خبره ونصحه في مشورته، فقبلا قوله وتصورا صدقه لأنهما لم يعلما أن أحداً يجترىء على الحلف بالله كاذباً.
ويحتمل وجهاً آخر : أن يكون معنى قوله :﴿ وَقَاسَمَهُمَا ﴾ أي قال لهما : إن كان ما قلته خيراً فهو لكما دوني وإن كان شراً فهو عليّ دونكما ومن فعل ذلك معكما فهو من الناصحين لكما، فكانت هذه مقاسمتهما أن قسم الخير لهما والشر له على وجه الغرور لتنتفي عنه التهمة ويسرع إليه القبول. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ وقاسمهما ﴾ أي حلف لهما باله وهي مفاعلة إذ قبول المحلوف له وإقباله على معنى اليمين كالقسم وتقريره وإن كان بادي الرأي يعطي أنها من واحد، ومثله قول الهذلي :
وقاسمها بالله جهداً لأنتم... ألذ من السلوى إذا ما نشورها


الصفحة التالية
Icon