وقال السمرقندى :
﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ﴾
روى أسباط عن السدي قال : من بين أيديهم الدنيا أدعوهم إليها ﴿ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ﴾ الآخرة أشككهم فيها ﴿ وَعَنْ أيمانهم ﴾ قال الحق : أشككهم فيه ﴿ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ﴾ قال : الباطل أخففه عليهم وأرغبهم فيه.
وقال في رواية الكلبي : ثم لآتينّهم من بين أيديهم من أمر الآخرة، فأزيّن لهم التكذيب بالبعث بأنه لا جنة ولا نار، ومن خلفهم من أمر الدنيا فأزينها في أعينهم وأرغبهم فيها، فلا يعطون حقاً عن أيمانهم أي : من قبل دينهم فإن كانوا على الضلالة زيّنتها لهم، وإن كانوا على الهدى شبّهته عليهم حتى يشكوا فيه ﴿ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ﴾ من قبل اللذات والشهوات.
ويقال : معناه لآتينهم بالإضلال من جميع جهاتهم ويقال :﴿ عَنْ أيمانهم ﴾ فيما أمروا به ﴿ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ﴾ فيما نهوا عنه.
ويقال :﴿ وَعَنْ أيمانهم وَعَن شَمَائِلِهِمْ ﴾ أي : فيما يعملون لأنه يقال عملت بذلك ﴿ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكرين ﴾ يعني ذرية آدم لا يكونون شاكرين لنعمتك، ويقال شاكرين مؤمنين وقال في آية أُخرى :﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ الشكور ﴾ [ سبأ : ١٣ ] ﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فاتبعوه إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ المؤمنين ﴾ [ سبأ : ٢٠ ]. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ﴾ الآية
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس :( ثم لآتينّهم ) من بين أيديهم يقول [ أشككهم ] في آخرتهم ﴿ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ﴾ [ أن يُقيم في كتابهم ] ﴿ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ﴾ اشتبه عليهم أمر دينهم ﴿ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ﴾ [ أُشهّي ] لهم المعاصي.
روى عطيّة عن ابن عباس قال : أما بين أيديهم فمن قِبل دنياهم وأمّا من خلفهم [ فإنّه ] آخرتهم وأمّا من إيمانهم فمن قبل حسناتهم وأما عن شمائلهم فمن قبل سيئاتهم.


الصفحة التالية
Icon