وقال أبو السعود :
﴿ قُلْ أَمَرَ رَبّي بالقسط ﴾
بيانٌ للمأمور به إثرَ نفي ما أُسند أمرُه إليه تعالى من الأمور المنهيِّ عنها، والقسطُ العدلُ وهو الوسَطُ من كل شيء، المتجافي عن طرفي الإفراطِ والتفريط.
﴿ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾ وتوجهوا إلى عبادته مستقيمين غيرَ عادلين إلى غيرها، أو أقيموا وجوهَكم نحو القِبلة ﴿ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ ﴾ في كل وقت سجودٍ أو مكانِ سجودٍ وهو الصلاةُ أو في أي مسجدٍ حضَرتْكم الصلاةُ وعنده ولا تؤخروها حتى تعودوا إلى مساجدكم ﴿ وادعوه ﴾ واعبدوه ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدين ﴾ أي الطاعةَ فإن مصيرَكم إليه بالآخرة ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ ﴾ أي أنشأكم ابتداءً ﴿ تَعُودُونَ ﴾ إليه بإعادته فيجازيكم على أعمالكم وإنما شُبه الإعادةُ بالإبداء تقريراً لإمكانها والقدرةِ عليها، وقيل : كما بدأكم من التراب تعودون إليه، وقيل : حفاةً عراة غُرْلاً تعودون إليه وقيل : كما بدأكم مؤمناً وكافراً يعيدكم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon