وقال أبو حيان :
قال الزمخشري :﴿ فريقاً هدى ﴾ وهم الذين أسلموا أي وفّقهم للإيمان ﴿ وفريقاً حقّ عليهم الضلالة ﴾ أي كلمة الضلالة وعلم الله تعالى أنهم يضلون ولا يهتدون وانتصاب قوله تعالى ﴿ وفريقاً ﴾ بفعل يفسره ما بعده كأنه قيل وخذل فريقاً حقّ عليهم الضلالة انتهى ؛ وهي تقادير على مذهب الاعتزال، وقيل المعنى تعودون لا ناصر لكم ولا معين لقوله
﴿ ولقد جئتمونا فرادى ﴾، وقال الحسن : كما بدأكم من التراب يعيدكم إلى التراب، وقيل : معناه كما خلقكم عراة تبعثون عراة ومعنى ﴿ حقّ عليهم الضلالة ﴾ أي حقّ عليهم من الله أو حقّ عليهم عقوبة الضّلالة هكذا قدّره بعضهم، وجاء إسناد الهدى إلى الله ولم يجيء مقابله وفريقاً أضلّ لأنّ المساق مساق من نهي عن أن يفتنه الشيطان وإخبار أنّ الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون وأنّ الله لا يأمر بالفشحاء وأمر بالقسط وإقامة الصلاة فناسب هذا المساق أن لا يسند إليه تعالى الضّلال، وإن كان تعالى هو الهادي وفاعل الضلالة فكذلك عدل إلى قوله ﴿ حقّ عليهم الضلالة ﴾.