قال الحسن بن أبي الحسن وقتادة وابن عباس ومجاهد : المراد بقوله :﴿ كما بدأكم تعودون ﴾ الإعلام بالبعث أي كما أوجدكم واخترعكم كذلك يعيدكم بعد الموت فالوقف على هذا التأويل ﴿ تعودون ﴾، و﴿ فريقاً ﴾ نصب ب ﴿ هدى ﴾، والثاني منصوب بفعل تقديره : وعذب فريقاً أو أضل " فريقاً حق عليهم "، وقال ابن عباس أيضاً وأبو العالية ومحمد بن كعب ومجاهد أيضاً وسعيد بن جبير والسدي وجابر بن عبد الله وروي معناه عن النبي ﷺ : المراد بقوله ﴿ كما بدأكم تعودون ﴾ الإعلام بأن أهل الشقاء والكفر في الدنيا الذين كتب عليهم هم أهل الشقاء في الآخرة وأهل السعادة والإيمان الذين كتب لهم في الدنيا هم أهلها في الآخرة لا يتبدل من الأمور التي أحكمها ودبرها وأنفذها شيء، قالوقف في هذا التأويل في قوله ﴿ تعودون ﴾ غير حسن، و﴿ فريقاً ﴾ على هذا التأويل نصب على الحال والثاني عطف على الأول، وفي قراءة أبي بن كعب " تعودون فريقين فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد ﴾
فيه أربعة أقوال.
أحدها : إذا حضرت الصلاة وأنتم عند مسجد، فصلُّوا فيه، ولا يقولنَّ أحدكم : أُصلي في مسجدي، قاله ابن عباس، والضحاك، واختاره ابن قتيبة.
والثاني : توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة، قاله مجاهد، والسدي، وابن زيد.
والثالث : اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون غيره، قاله الربيع بن أنس.
والرابع : اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة، أمراً بالجماعة لها، ذكره الماوردي.
وفي قوله :﴿ وادعوه ﴾ قولان.
أحدهما : أنه العبادة.
والثاني : الدعاء.
وفي قوله :﴿ مخلصين له الدين ﴾ قولان.
أحدهما : مُفْردين له العبادة.
والثاني : موحِّدين غير مشركين.
وفي قوله :﴿ كما بدأكم تعودون ﴾ ثلاثة أقوال.


الصفحة التالية
Icon