وقال ابن عباس أيضاً وجابر بن عبد الله وأبو العالية ومحمد بن كعب وابن جبير والسدّي ومجاهد أيضاً والفرّاء، وروى معناه عن الرّسول أنه إعلام بأنّ من كتب عليه أنه من أهل الشقاوة والكفر في الدّنيا هم أهل ذلك في الآخرة وكذلك من كتب له السعادة والإيمان في الدنيا هم أهل ذلك في الآخرة لا يتبدّل شيء مما أحكمه ودبّره تعالى ويؤيد هذا المعنى قراءة أبيّ ﴿ تعودون ﴾ فريقين ﴿ فريقاً هدى وفريقاً حقّ عليهم الضلالة ﴾ وعلى هذا المعنى يكون الوقف على ﴿ تعودون ﴾ غير حسن لأنّ ﴿ فريقاً ﴾ نصب على الحال وفريقاً عطف عليه والجملة من ﴿ هدى ﴾ ومن ﴿ حقّ ﴾ في موضع الصفة لما قبله وقد حذف الضمير من جملة الصفة أي هداهم، وجوّز أبو البقاء أن يكون ﴿ فريقاً ﴾ مفعول ﴿ هدى ﴾ ﴿ وفريقاً ﴾ مفعول أضل مضمرة والجملتان الفعليتان حال، وهدى على إضمار قد أي تعودون قد هدى فريقاً وأضلّ فريقاً، وعلى المعنى الأوّل يحسن الوقف على ﴿ تعودون ﴾ ويكون ﴿ فريقاً ﴾ مفعولاً بهدى ويكون ﴿ وفريقاً ﴾ منصوباً بإضمار فعل يفسّر قوله ﴿ حقّ عليهم الضلالة ﴾. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon