وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ يا بني آدم ﴾ الآية،
الخطاب في هذه الآية لجميع العالم. و" إن " الشرطية دخلت عليها " ما " مؤكدة. ولذلك جاز دخول النون الثقيلة على الفعل، وإذا لم تكن " ما " لم يجز دخول النون الثقيلة. وقرأ أبي كعب والأعرج " تأتينكم " على لفظ الرسل. " وجاء يقصون " على المعنى.
وكأنه هذا الخطاب لجميع الأمم قديمها وحديثها هو متمكن لهم ومتحصل منه لحاضري محمد عليه السلام أن هذا حكم الله في العالم منذ أنشأه. و﴿ يأتينكم ﴾ مستقبل وضع موضع ماض ليفهم أن الإتيان باق وقت الخطاب لتقوى الإشارة بصحة النبوة إلى محمد ﷺ، وهذا على مراعاة وقت نزول الآية، وأسند الطبري إلى أبي سيار السلمي قال إن الله تعالى جعل آدم وذريته في كفه فقال ﴿ يا بني آدم أما يأتينكم رسل منكم ﴾ الآية، قال ثم نظر إلى الرسل فقال ﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ﴾ [ المؤمنون : ٥٢ ] ثم بثهم.
قال القاضي أبو محمد : ولا محالة أن هذه المخاطبة في الأزل وقيل المراد بالرسل محمد عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon