قال القاضي أبو محمد : وهذه عبارة تدل على حرج السائل لارتياب السائلين لا شك باللفظة من أجل القراءات المختلفة، وذكر الطبري عن مجاهد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ :" حتى يلج الجمل الأصفر "، وقرأ أبو السمال " الجمْل " بسكون الميم وقرأ ابن عباس وعكرمة ومجاهد وابن جبير الشعبي ومالك بن الشخير وأبو رجاء :" الجُمّل " بضم الجيم وتشديد الميم وهو حبل السفينة، وقرأ سالم الأفطس وابن خير وابن عامر أيضاً :" الجُمْل " بتخفيف الميم من الجمل وقالوا هو حبل السفن، وروى الكسائي أن الذي روى تثقيل الميم عن ابن عباس كان أعجمياً فشدد الميم لعجمته.
قال القاضي أبو محمد : وهذا ضعيف لكثرة أصحاب ابن عباس على القراءة المذكورة وقرأ سعيد بن جبير فيما روى عنه :" الجُمْل " بضم الجيم وسكون الميم، وقرأ ابن عباس أيضاً :" الجُمُل " بضم الجيم والميم، و" السم " : الثقب من الإبرة وغيرها يقال سَم وسِم بفتح السين وكسرها وضمها، وقرأ الجمهور بفتح السين، وقرأ ابن سيرين بضمها، وقرأ أبو حيوة بضمها وبكسرها، وروي عنه الوجهان، و﴿ الخياط ﴾ والمخيط الإبرة، وقرأ ابن مسعود :" في سم المِخْيَط " بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء، وقرأ طلحة " في سم المَخيط " بفتح الميم، وكذلك أبى على هذه الصفة وبمثل هذا الحتم وغيره يجزى الكفرة وأهل الجرائم على الله تعالى. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾