وقال السمرقندى :
قوله عزّ وجل :﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ ﴾ قال بعضهم : أي في الدنيا أخرج الله تعالى الغل والحسد من قلوبهم، وألف بين قلوبهم كما قال الله تعالى :
﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأرض جَمِيعاً مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولكن الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [ الأنفال : ٦٣ ] ويقال : هذا في الجنة يخرج الغل والحسد من قلوبهم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعليّ ونحوهم من أصحاب رسول الله ﷺ ومن تابعهم على سنتهم ومنهاجهم إلى يوم القيامة.
وقال عليّ بن أبي طالب لعمران بن طلحة بن عبيد الله : أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله تعالى فيهم :﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا على سُرُرٍ متقابلين ﴾ فأنكر عليه بعضهم.
فقال عليّ : إن لم نكن نحن فمن هم؟ يعني : إن الذين كانوا على عهد رسول الله ﷺ لم يكن في قلوبهم من الغل حتى ينزع عنهم ﴿ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار ﴾ أي من تحت غرفهم وقصورهم وأشجارهم الأنهار ﴿ وَقَالُواْ الحمد لِلَّهِ الذى هَدَانَا لهذا ﴾ أي أكرمنا بهذه الكرامة.
ويقال : إن الذي وفقنا للأمر الذي أوجب لنا هذا الثواب وهو الإسلام.
ويقال : هدانا لهاتين العينين.


الصفحة التالية
Icon