وقال أبو السعود :
﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ ﴾
أي نخرج من قلوبهم أسبابَ الغل أو نطهرها منه حتى لا يكون بينهم إلا التوادُّ. وصيغةُ الماضي للإيذان بتحققه وتقررِه، وعن علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمانُ وطلحةُ والزبيرُ منهم ﴿ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار ﴾ زيادةٌ في لذتهم وسرورهم، والجملةُ حالٌ من الضمير في صدورهم والعاملُ إما معنى الإضافة وإما العاملُ في المضاف أو حال من فاعل نزعنا والعاملُ نزعنا وقيل : هي مستأنفةٌ للإخبار عن صفة أحوالِهم ﴿ وَقَالُواْ الحمد لِلَّهِ الذى هَدَانَا لهذا ﴾ أي لِما جزاؤُه هذا ﴿ وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ ﴾ أي لهذا المطلبِ الأعلى أو لمطلب من المطالب التي هذا من جملتها ﴿ لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله ﴾ ووفقنا له، واللام لتأكيد النفي وجوابُ لولا محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبله عليه، ومفعولُ نهتدي وهدانا الثاني محذوفٌ لظهور المرادِ أو لإرادة التعميمِ كما أشير إليه، والجملةُ مستأنَفةٌ أو حالية وقرىء ما كنا لنهتديَ الخ، بغير واو على أنها مبيِّنة ومفسرةٌ للأولى.