وقال ابن عطية :
﴿ أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٤٩) ﴾
قال أبو مجلز : أهل الأعراف هم الملائكة وهم القائلون ﴿ أهؤلاء ﴾ إشارة إلى أهل الجنة.
قال القاضي أبو محمد : وكذلك يجيء قول من قال أهل الأعراف أنبياء وشهداء، وقال غيره : أهل الأعراف بشر مذنبون، وقوله :﴿ أهؤلاء ﴾ من كلام ملك بأمر الله عز وجل إشارة إلى أهل الأعراف ومخاطبة لأهل النار، وهذا قول ابن عباس، وقال النقاش : لما وبخوهم بقولهم ﴿ ما أغنى عنكم جمعكم ﴾ [ الأعراف : ٤٨ ]، أقسم أهل النار أن أهل الأعراف داخلون النار معهم فنادتهم الملائكة ﴿ أهؤلاء ﴾، ثم نادت أصحاب الأعراف ﴿ ادخلوا الجنة ﴾، وقال بعض المتأولين : الإشارة بهؤلاء إلى أهل الجنة، والمخاطبون هم أهل الأعراف والذين خوطبوا هم أهل النار، والمعنى أهؤلاء الضعفاء في الدنيا الذين حلفتم أن الله لا يعبأ بهم قيل لهم ادخلوا الجنة، وقد تقدم ما قال النقاش من أن القسم هو في الآخرة على أهل الأعراف، وقرأ الحسن وابن هرمز " أدخِلوا الجنة " بفتح الألف وكسر الخاء معنى أدخلوا أنفسكم، أو على أن تكون مخاطبة للملائكة ثم ترجع المخاطبة بعد إلى البشر في ﴿ عليكم ﴾، وقرأ عكرمة مولى ابن عباس " دخلوا الجنة " على الإخبار بفعل ماض، وقرأ طلحة بن مصرف وابن وثاب والنخعي " أُدخلوا الجنة " خبر مبني للمفعول.