و ﴿ يعرفون كلاً بسيماهم ﴾ أي بعلامتهم وهي بياض الوجوه وحسنها في أهل الجنة، وسوادها وقبحها في أهل النار إلى غير ذلك في حيز هؤلاء وحيز هؤلاء، والسيما العلامة وهو من وسم، وفيه قلب، يقال سيما مقصور وسيما ممدود وسيمياء بكسر الميم وزيادة ياء فوزنها فعلاً مع كونها من وسم، وقيل هي من سوم إذا علم فوزنها على هذا فعلاً، ونداؤهم أصحاب الجنة يحتمل أن يكون وأصحاب الجنة لم يدخلوها بعد فيكون أيضاً قوله ﴿ لم يدخلوها وهم يطمعون ﴾ محتملاً أن يعنى به أهل الجنة وهو تأويل أبي مجلز إذ جعل أصحاب الأعراف ملائكة، ومحتملاً أن يعنى به أهل الأعراف، ويحتمل أن يكون نداؤهم أهل الجنة بالسلام وهم قد دخلوها، فلا يحتمل حينئذ قوله :﴿ لم يدخلوها وهم يطمعون ﴾ إلا أهل الأعراف فقط، وهو تأويل السدي وقتادة وابن مسعود والحسن، وقال : والله ما جعل الله ذلك الطمع في قلوبهم إلا لخير أراده بهم.
قال القاضي أبو محمد : وهذا هو الأظهر الأليق ولا نظر لأحد مع قول النبي ﷺ، وقوله :﴿ وهم يطمعون ﴾ هي جملة مقطوعة، أخبر أنهم لم يدخلوها وهم طامعون بدخولها فكأن الجملة حال من الضمير في ﴿ نادوا ﴾، وقرأ أبو رقيش النحوي " لم يدخلوها وهم طامعون " وقرأ إياد بن لقيط " وهم ساخطون "، وذكر بعض الناس قولاً وهو أن يقدر قوله ﴿ وهم يطمعون ﴾ في موضع الحال من ضمير الجماعة في ﴿ يدخلوها ﴾، ويكون المعنى لم يدخلوها في حال طمع بها بل كانوا في حال يأس وخوف لكنهم عمهم عفو الله عز وجل، وقال ابن مسعود : إنما طمع أصحاب الأعراف لأن النور الذي كان في أيديهم لم يطفأ جين يطفأ كل ما بأيدي المنافقين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾