وقال السمرقندى :
ثم قال :﴿ وَلاَ تُفْسِدُوا في الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ﴾
وذلك أن الله تعالى إذا بعث نبياً فأطاعوه صلحت الأرض وصلح أهلها، وفي المعصية فساد الأرض وفساد أهلها، ويقال :﴿ لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ﴾ أي لا تجوروا في الأرض فتخرب الأرض لأن الأرض قامت بالعدل، ويقال لا تخربوا المساجد فتتركوا الجماعات ﴿ وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ﴾ يعني اعبدوه خوفاً وطمعاً أي : خوفاً من عذابه وطمعاً في رحمته : ويقال : ادعوه في حال الخوف والضيق، ويقال : خوفاً عن قطيعته ورجاء إلى الغاية.
ثم قال :﴿ إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ولم يقل قريبة.
قال بعضهم : لأن القريب والبعيد يصلحان للواحد والجمع والمذكر والمؤنث.
كما قال :﴿ يَسْئَلُكَ الناس عَنِ الساعة قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً ﴾ [ الأحزاب : ٦٣ ] وقال :﴿ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِى مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ ﴾ [ هود : ٨٣ ] وقال بعضهم : تفسير الرحمة هاهنا المطر.
فذكر بلفظ المذكر، وقال بعضهم إن رحمة الله قريب.
يعني الغفران والعفو فانصرف إلى المعنى.
ومعناه : المحسنون قريب من الجنة وهم المؤمنون. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾