وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ وهو الذي يرسل الرياح ﴾
هذا عطف على ما قبله.
والمعنى أن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض وهو الذي يرسل الرياح ﴿ بشراً ﴾ قرئ نشراً بالنون أراد جمع نشور وهي الريح الطيبة الهبوب التي تهب من كل ناحية، وقيل : هو جمع ناشر يقال أنشر الله الريح بمعنى أحياها.
وقال الفراء : النشر الريح الطيبة اللينة التي تنشئ السحاب.
وقال ابن الأنباري : النشر المنتشرة الواسعة الهبوب.
وقيل : النشر خلاف الطيّ فيحتمل أنها كانت بانقطاعها كالمطوية فانتشرت بمعنى أرسلت.
وقرئ بشراً بالباء جمع بشيرة وهي التي تبشر بالمطر والريح هو الهواء المتحرك يمنة ويسرة والرياح أربعة الصبا وهي الشرقية والدبور وهي الغربية والشمال وهي التي تهب من تحت القطب الشمالي والجنوب وهي القبلية.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرياح ثمان : أربع منها عذاب وهي القاصف والعاصف والصرصر والعقيم وأربع منها رحمة وهي الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات ﴿ بين يدي رحمته ﴾ يعني أمام المطر الذي هو رحمته وإنما سماه رحمة لأنه سبب لحياة الأرض الميتة.
قال أبو بكر بن الأنباري رحمه الله تعالى : اليدان تستعملهما العرب في المجاز على معنى التقدمة تقول هذه تكون في الفتن بين يدي الساعة يريدون قبل أن تقوم الساعة تشبيهاً وتمثيلاً بما إذا كانت يد الإنسان تتقدمانه كذلك الرياح تتقدم المطر وتؤذن به.