﴿بشرا﴾ بضمتين في قراءة أهل الحجاز والبصرة، أي منتشرة جمع نشور من النشر، وهو بسط ما كان مطوياً وتفريقه في كل وجه لا لذات الريح وإلا لدام ذلك منها ولا بقوة فلك أو نجم لأن نسبتهما إلى الهواء واحدة ﴿بين يدي﴾ أي قبل ﴿رحمته﴾ أي المطر، ولعله عبر فيه باليدين : اليمنى واليسرى، لدلالته - مع ما فيه من الفخامة - على انه تارة يكون رحمة وتارة يكون عذاباً كما كان على قوم نوح عليه السلام وإن كانت الرحمة فيه أغلب وهي ذات اليمين، وتارة تكون الرياح جامعة لها لحفظ الماء، وتارة مفرقة مبطلة لها، وتارة تكون مقومة للزروع والأشجار مكملة لها وهي اللواقح، وتارة تكون منمية لها أو مهلكة كما يكون في الخريف، وتارة تكون طبية وتارة مهلكة إما بشدة الحرارة والبرودة ؛ ثم غيّ الإرسال بقوله ﴿حتى إذا أقلت سحاباً﴾ أي حملتها لقلتها عندها لخفتها عليها ﴿ثقالاً﴾ أي بالماء ؛ ولما دل على العظمة بالجمع وحقق الأمر بالوصف، أفرد اللفظ دلالة على غاية العظمة بسوقه مجتمعاً كأنه قطعة واحدة، لا يفترق جزء منه عن سائره إذ لو تفرق لاختل أمره، فقال :﴿سقناه لبلد﴾ أي لأجله وإليه ﴿ميت﴾ أي بعدم النبات ﴿فأنزلنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿به﴾ أي البلد، أو بسبب ذلك السحاب ﴿الماء﴾ أي هذا الجنس، وأشار إلى عظمة الإنبات بالنون فقال ﴿فأخرجنا به﴾ أي بالماء ﴿من كل الثمرات﴾ أي الحقيقية على الأشجار، والمجازية من النبات وحبوبه، ولما كان