ورسله، كما ذكرت الآيات بعد ذلك بموقف الحساب يوم القيامة وبمصائر كل من المفلحين والظالمين فيه، وأشارت إلي فضل الله ( تعالي ) علي العباد بتمكينهم في الأرض تمكينا يستوجب الشكر والحمد....!!
ثم أخذت السورة الكريمة في استعراض قصة البشرية ممثلة في خلق الأسرة الأولي من آدم ( عليه السلام ) وزوجته حواء ( رضي الله عنها وأرضاها ) وتكريمهما وصراعهما مع الشيطان الرجيم منذ اللحظة الأولي لوجودهما في الجنة، وقد ابتليا وذراريهما بقدر من الاختبار والابتلاء بمحاولة الشيطان وذراريه غوايتهم عن منهج الله، تلك الغواية التي أخرجت آدم وزوجه من الجنة، وأدت إلي الهبوط بهما إلي الأرض لتبدأ رحلة الحياة والموت، ومن بعدها البعث والنشور، ويحذر الله ( تعالي ) عباده من فتنة الشيطان وجنوده وأعوانه، ويوصيهم بعدد من الوصايا، ويحل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الفواحش ما ظهر منها، وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق، ومن أخطرها : الشرك بالله، والتقول عليه ( سبحانه ) بغير علم، وافتراء الكذب عليه، والتكذيب بآياته، والكفر به ( تبارك وتعالي ) وغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة، والسلوكيات الهابطة التي تودي بصاحبها إلي جهنم وبئس المصير...!!
وتعرض الآيات في هذه السورة الكريمة لشيء من أحوال كل من أهل الجنة وأهل النار، وأهل الأعراف بينهما، كما تعرض لشيء من أفضال الله علي عباده وما أكثرها، وتأمر الناس بالاتجاه إلي الله ( تعالي ) دوما بالدعاء وبالضراعة سرا بخشوع وخضوع تامين خوفا من عذابه وطمعا في رحمته، لأنه لا يحب المعتدين المتشدقين برفع الصوت في الدعاء تظاهرا ورياء، وتأمرهم بألا يفسدوا في الأرض بالكفر والشرك والمعاصي والإفساد بعد إصلاحها ببعثة الانبياء والمرسلين، ودعوتهم الناس إلي عبادة الله علي التوحيد الخالص، وحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها،
وإقامة عدل الله فيها...!!


الصفحة التالية
Icon