وقال آخرون : بل المراد منه الشك وتقريره من وجوه : الأول : إنه إنما قال :﴿إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ لأنه جوز أن يؤمنوا كما جوز أن يستمروا على كفرهم، ومع هذا التجويز لا يكون قاطعاً بنزول العذاب، فوجب أن يذكره بلفظ الخوف.
والثاني : أن حصول العقاب على الكفر والمعصية أمر لا يعرف إلا بالسمع ولعل الله تعالى ما بين له كيفية هذه المسألة فلا جرم بقي متوقفاً مجوزاً أنه تعالى هل يعاقبهم على ذلك الكفر أم لا ؟ والثالث : يحتمل أن يكون المراد من الخوف الحذر كما قال في الملائكة :﴿يخافون رَبَّهُمْ﴾ [ النحل : ٥٠ ] أي يحذرون المعاصي خوفاً من العقاب.
الرابع : إنه بتقدير أن يكون قاطعاً بنزول أصل العذاب لكنه ما كان عارفاً بمقدار ذلك العذاب، وهو أنه عظيم جداً أو متوسط، فكان هذا الشك راجعاً إلى وصف العقاب، وهو كونه عظيماً أم لا، لا في أصل حصوله. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١١٩ ـ ١٢٢﴾


الصفحة التالية
Icon