وقال ابن عطية :
﴿ قَالَ الملأ مِن قَوْمِهِ ﴾
﴿ الملأ ﴾ الجماعة الشريفة، قال الطبري : لا امرأة فيهم، وحكاه النقاش عن ثعلب في الملأ والرهط والنفر والقوم، وقيل هم مأخوذون من أنهم يملؤون النفس والعين، ويحتمل أن يكون من أنهم إذا تمالؤوا على أمر تم، وقال سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري عند قفول رسول الله ﷺ من غزوة بدر إنما قتلنا عجائز صلعاً، فقال له النبي ﷺ :" أولئك الملأ من قريش لو حضرت أفعالهم لاحتقرت فعلك " والملأ صفة غالبة وجمعه أملاء وليس من باب رهط وإن كانا اسمين للجمع لأن رهط لا واحد له من لفظه، و" ملأ " يوجد من لفظه مالىء قال أحمد بن يحيى : المالىء الرجل الجليل الذي يملأ العين بجهرته فيجيء كعازب وخادم ورائح فإن أسماء جموعها عرب وخدم وروح، وإن كان اللفظة من تمالأ القوم على كذا فهي مفارقة باب رهط ومنه قول علي رضي الله عنه : ما قتلت عثمان ولا مالأت في دمه، وقال ابن عباس " الملؤ " بواو وكذلك هي في مصاحف الشام، وقولهم لنراك يحتمل أن يجعل من رؤية البصر، ويحتمل من رؤية القلب وهو الأظهر و﴿ في ضلال ﴾ أي في إتلاف وجهالة بما نسلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾