وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ قالوا أجئتنا ﴾ الآية،
ظاهر قولهم وحده أنهم أنكروا أن يتركوا أصنامهم ويفردوا العبادة لله مع إقرارهم بالإله الخالق المبدع، ويحتمل أن يكونوا منكرين لله ويكون قولهم لنعبد الله وحده أي على قولك يا هود، والتأويل الأول أظهر فيهم وفي عباد الأوثان كلهم، ولا يجحد ربوبية الله تعالى من الكفرة إلا من أفرطت غباوته كإربد بن ربيعة، وإلا من ادعاها لنفسه كفرعون ونمرود، وقوله :﴿ فاتنا ﴾ تصميم على التكذيب واحتقار لأمر النبوءة واستعجال للعقوبة، وتمكن قولهم :﴿ تعدنا ﴾ لما كان هذا الوعد مصرحاً به في الشر ولو كان ذكر الوعد مطلقاً لم يجىء إلا في خبر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ قالوا ﴾ يعني قال قوم هود مجيبين له ﴿ أجئتنا ﴾ يا هود ﴿ لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا ﴾ يعني من الأصنام ﴿ فأتنا بما تعدنا ﴾ يعني من العذاب ﴿ إن كنت من الصادقين ﴾ يعني في قولك إنك رسول الله. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾