وقال أبو السعود :
﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾
﴿ قَالُواْ ﴾ مجيبين عن تلك النصائحِ العظيمة ﴿ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ الله وَحْدَهُ ﴾ أي لنخُصّه بالعبادة ﴿ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا ﴾ أنكروا عليه عليه السلام مجيئَه لتخصيصه تعالى بالعبادة والإعراضِ عن عبادة الأوثان انهماكاً في التقليد وحباً لما ألِفوه وألِفوا أسلافَهم عليه. ومعنى المجيء إما مجيئُه عليه السلام مِنْ مُتَعَبَّده ومنزلِه وإما من السماء على التهكم وإما القصدُ والتصدّي مجازاً كما يقال في مقابلِه : ذهب يشتمني من غير إرادةِ معنى الذهاب ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ﴾ من العذاب المدلولِ عليه بقوله تعالى :﴿ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ﴾ أي في الإخبار بنزول العذابِ، وجوابُ ( إن ) محذوفٌ لدلالة المذكورِ عليه أي فائتِ به. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾