وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ وإلى ثمود ﴾ الآية،
هو " ثمود " بن غاثن بن أرم بن سام بن نوح أخو جديس بن غاثن، وقرأ يحيى بن وثاب " وإلى ثمودٍ " بكسر الدال وتنوينه في جميع القرآن، وصرفه على اسم الحي وترك صرفه على اسم القبيلة، قاله الزجاج، وقال الله تعالى :﴿ ألا إن ثموداً كفروا ربهم ﴾ فالمعنى : وأرسلنا " إلى ثمود أخاهم " فهو عطف على نوح والأخوة هنا أخوة القرابة، وقال الزجاج يحتمل أن تكون أخوة الآدمية، وسمى ﴿ أخاهم ﴾ لما بعث إليهم وهم قوم عرب و" هود وصالح " عربيان، وكذلك إسماعيل وشعيب، كذا قال النقاش، وفي أمر إسماعيل عليه السلام نظر، وصالح عليه السلام هو صالح بن عبيد بن عارم بن أرم بن سام بن وح كذا ذكر مكي، وقال وهب بعثه الله حين راهق الحلم، ولما هلك قومه ارتحل بمن معه إلى مكة، فأقاموا بها، حتى ماتوا فقبورهم بين دار الندوة والحجر، وقوله ﴿ بينة ﴾ صفة حذف الموصوف وأقيمت مقامه، قال سيبويه وذلك قبيح في النكرة أن تحذف وتقام صفتها مقامها، لكن إذا كانت الصفة كثيرة الاستعمال مشتهرة وهي المقصود في الأخبار والأمم زال القبح، كما تقول جاءني عبد لبني فلان وأنت تريد جاءني رجل عبد لأن عبداً صفة فكذلك قوله هنا ﴿ بينة ﴾، المعنى آية أو حجة أو موعظة " بينة "، وقال بعض الناس إن " صالحاً " جاء بالناقة من تلقاء نفسه، وقالت فرقة وهي الجمهور : بل كانت مقترحة.