وقال السمرقندى :
﴿ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾
أي : عصوا وتركوا أمر ربهم وأبوا عن طاعته.
ثم التوحيد ويقال : فيه تقديم.
ومعناه عتَوا عن أمر ربهم وعقروا الناقة.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إنهم عقروا الناقة ليلة الأربعاء في عشية الثلاثاء فأهلكهم الله في يوم السبت.
﴿ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ﴾ أي : بما تخوفنا به من العذاب ﴿ إنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ يعني : إن كنت رسول رب العالمين. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ فَعَقَرُواْ الناقة ﴾ نحروها ﴿ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ائتنا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ يعني العذاب ﴿ إِن كُنتَ مِنَ المرسلين ﴾ أي من الصادقين. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ فعقروا ﴾ يقتضي بتشريكهم أجمعين في الضمير أن عقر الناقة كان على تمالؤ منهم وإصفاق وكذلك : روي أن قداراً لم يعقرها حتى كان يستشير الرجال والنساء والصبيان، فلما أجمعوا تعاطى فعقر، ﴿ وعتوا ﴾ معناه خشوا وصلبوا ولم يذعنوا للأمر والشرع وصمموا على تكذيبه واستعجلوا النقمة بقولهم ﴿ ائتنا بما تعدنا ﴾ وحسن الوعد في هذا الموضع لما تقيد بأنه عذاب، قال أبو حاتم قرأ عيسى وعاصم أُيتنا بهمز وإشباع ضم، وقرأ تخفيف الهمزة كأنها ياء في اللفظ أبو عمر والأعمش. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon