وأياً ما كان فليس المراد أنهم لم يصدر عنهم في مقابلة كلام لوط عليه السلام ومواعظه إلا هذه المقالة الباطلة كما ينساق إلى الذهن بل إنه لم يصدر عنهم في المرة الأخيرة من مرات المحاورات الجارية بينه عليه السلام وبينهم إلا هذه الكلمة الشنيعة، وإلا فقد صدر عنهم قبل ذلك كثير من الترهات كما حكى عنهم في غير موضع من الكتاب الكريم ؛ وكذا يقال في نظائره، قيل : وإنما جيء بالواو في ﴿ وَمَا كَانَ ﴾ الخ دون الفاء كما في النمل ( ٦٥ ) والعنكبوت ( ٤٢ ) لوقوع الاسم قبل هنا والفعل هناك والتعقيب بالفعل بعد الفعل حسن دون التعقيب به بعد الاسم وفيه تأمل.
ولعل ذكر ﴿ أَخْرِجُوهُم ﴾ هنا و﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ ﴾ في النمل ( ٦٥ ) إشارة إلى أنهم قالوا مرة هذا وأخرى ذاك أو أن بعضاً قال كذا وآخر قال كذا.
وقال النيسابوري : إنما جاء في النمل ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ ﴾ ليكون تفسيراً لهذه الكناية، وقيل : إن تلك السورة نزلت قبل الأعراف وقد صرح في الأولى، وكنى في الثانية اه.
ولعل ما ذكرناه أولى فتأمل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon