وقال السمرقندى :
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا ﴾
يعني : الحجارة ويقال : أمطر بالعذاب ومطر بالرحمة.
ويقال : أمطر ومطر بمعنى واحد ﴿ فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المجرمين ﴾ أي : كيف كان آخر أمرهم، وقد بيّن قصته في سورة هود.
وقال مجاهد : لو أن الذي يعمل عمل قوم لوط اغتسل بكل قطرة في السماء، وبكل قطرة في الأرض، ما زال نجساً إلى يوم القيامة وقد اختلف الناس في حَدِّه.
قال بعضهم : هو كالزاني فإن كان محصناً يرجم وإن كان غير محصن يجلد.
وروي عن الشعبي أنه قال : يرجم في الأحوال كلها محصناً كان أو غير محصن.
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي برجل قد عمل بذلك العمل، فأمر بأن يلقى من أشرف البناء منكوساً ثم يتبع بالحجارة، لأن الله تعالى ذكر قتلهم بالحجارة.
وهو قوله تعالى :﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا ﴾ أي : حجارة وقال بعضهم : يعزر ويحبس حتى تظهر توبته ولا يحد وهو قول أبي حنيفة رحمه الله. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً ﴾
يعني حجارة من سجّيل ﴿ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المجرمين ﴾ وسنذكر القصّة بتمامها في موضعها إن شاء الله.
وروى أبو اليمان بن الحكم بن نافع الحمّصي عن صفوان بن عمر قال : كتب عبد الملك ابن مروان إلى ابن حبيب قاضي حمص سأله كم [ عقوبة ] اللوطي فكتب أن عليه أن يُرمى بالحجارة كما رجُم قوم لوط فإن الله تعالى قال :﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً ﴾ وقال :
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴾ [ الحجر : ٧٤ ] فقبل عبد الملك ذلك منه وأستحسنه.
وروى عكرمة عن النبيّ ﷺ :" من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فأقتلوا الفاعل والمفعول به ".
وقال محمد بن المنكدر : كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر أنّه وجد رجلا في بعض قوافل العرب يُنكح كما تُنكح المرأة فشاور أصحاب النبيّ ﷺ وأشهدهم في ذلك عليه، فاجتمع عليهم على أن يُحرقوه فأحرقوه. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon