وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ وأمطرنا عليهم ﴾ الآية،
نص على إمطار وتظاهرت الآيات في غير هذه السورة أنه بحجارة، وروي أن الله عز وجل بعث جبريل فاقتلعها بجناحة وهي ست مدن، وقيل خمس، وقيل أربع، فرفعها حتى سمع أهل السماء نهاق الحمير وصراخ الديكة ثم عكسها ورد أعلاها أسفلها وأرسلها إلى الأرض. وتبعتهم الحجارة مع هذا فأهلكت من كان منهم في سفر أو خارجاً عن البقع المرفوعة، وقالت امرأة لوط حين سمعت الرجة : واقوماه والتفتت فأصابتها صخرة فقتلتها. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وأمطرنا عليهم مطراً ﴾
قال ابن عباس : يعني الحجارة.
قال مجاهد : نزل جبريل، فأدخل جناحه تحت مدائن قوم لوط، ورفعها، ثم قلبها، فجعل أعلاها أسفلها، ثم أُتبعوا بالحجارة. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾
سَرَى لُوطٌ بأهله كما وصف الله ﴿ بِقِطْعٍ مِّنَ الليل ﴾ [ هود : ٨١ والحجر : ٦٥ ] ثم أمر جبريل عليه السلام فأدخل جناحه تحت مدائنهم فاقتلعها ورفعها حتى سمع أهل السماء صياح الدِّيَكَة ونباح الكلاب، ثم جعل عاليها سافلها، وأمطرت عليهم حجارة من سِجِّيل، قيل : على من غاب منهم.
وأدرك امرأة لوط، وكانت معه حجرٌ فقتلها.
وكانت فيما ذُكر أربع قُرًى.
وقيل : خمس فيها أربعمائة ألف.
وسيأتي في سورة "هود" قصة لوط بأبين من هذا، إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾